بعدالغياب

يا الاوصفوك بالبدر وما انصفوك

السبت، 16 يونيو 2012

إن إدارة الموارد البشرية تعد اليوم من أهم الوظائف الإدارية في أي منشأة، وهي الآن لا تقل أهمية عن باقي الوظائف الأخرى : كالتسويق والإنتاج والمالية، وذلك لما ظهر من أهمية العنصر البشري ومدى تأثيره على الكفاءة الإنتاجية للمنشأة، ولقد اتسع مفهوم إدارة الموارد البشرية ليشمل أنشطة رئيسية متعددة يأتي على رأسها تحليل وتوصيف الوظائف، تخطيط الموارد البشرية، جذب واستقطاب الموارد البشرية، تحفيز الموارد البشرية، تنمية وتدريب الموارد البشرية، بالإضافة إلى النشاط التقليدي المتعلق بشؤون إدارة الموارد البشرية في المنشأة، فإذا كنت من المتخصصين في مجال إدارة الموارد البشرية فلا تبخل علينا بمشاركاتك الهادفة حتى تتحقق الفائدة للجميع، وأما إن كنت من غير المنخصصين في هذا المجال الهام فأنت أمام أكبر بوابة عربية متخصصة في علم إدارة الموارد البشرية.إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، والإستفادة بما يقدمه المنتدى من موضوعات وخدمات .. فما عليك إلا القيام
العلاقات العامة في السودان
مما لا شك فيه انه كانت توجد علاقات عامة في السودان حتى في عهد الاستعمار، وقد عرفت العلاقات العامة تحت عدة مسميات مثل: المكتب الصحفي، السكرتير الإداري، السكرتير الإعلامي، مكتب الصحافة والإعلام، مكتب الخدمات، ضابط الخدمات، العلاقات العامة، العلاقات العامة والإعلام، العلاقات العامة والصحافة، وقد وجدت مكاتب تقوم بمهام العلاقات العامة في الشركات الكبرى كموبيل اويل وبعد ذلك مشروع الجزيرة والخطوط الجوية السودانية


اما العلاقات العامة، بهذا الاسم، فمن الغرائب أنها ظهرت في عهد مايو الشمولي، والمعروف أن قيام الأنظمة الديمقراطية - كما ذكرنا في هذه الدراسة- كان من أسباب بروز العلاقات العامة.



أصدر الرئيس جعفر نميري القرار رقم 73 لسنة 1973م وبموجبه تم انشاء العلاقات العامة لاول مرة في السودان على مستوى مكتب. وهذا كان وراء تهميش دور العلاقات العامة -فيما بعد- داخل المنظمات وخاصة القطاع العام، وجعلها تفقد موقعها المؤثر، وتتأرجح تبعيتها من ادارة الى أخرى، وقد سبق ذلك إنشاء وزارة الخدمة العامة والإصلاح الإداري في كتوبر 1971 واختير أول وزير لها عبدالرحمن عبدالله الذي اصدر منشوراً لكل الوزارات والوحدات والموسسات الحكومية لإنشاء مكتب للعلاقات العامة على أن يتطور إلى قسم، وكان مكتب العلاقات العامة تحت إدارة جعفر حامد البشير الذي ابتعث فيما بعد إلى جمهورية مصر العربية لدراسة العلاقات العامة.(رأس جعفر حامد البشير رئاسة أول مكتب لرابطة العلاقات العامة في عام 1976م والتي تحولت إلى اتحاد العلاقات العامة السودانية في ابريل 1979م)


بعد ذلك وردت العلاقات العامة كوظيفة معترف بها في الفصل الأول من الميزانية في عهد ثورة الإنقاذ فقد اصدر وزير شؤون الرئاسة القرار الوزاري بتاريخ 28/3/1990م القاضي بتشكيل لجنة فنية للنظر في دور العلاقات العامة تتكون من احد عشر شخصاً([1]) وقد حدد القرار مهام واختصاصات اللجنة في:


تحديد مهام واختصاصات وحدات العلاقات العامة.


وضع العلاقات العامة في الهيكل الوظيفي.


تحديد الإمكانات الضرورية.


دور وحدات العلاقات العامة في تنفيذ برامج الإصلاح الإداري.


في ظل منظمات القطاع الخاص تبلورت مهنة العلاقات العامة في السودان، الآن ظهرت أهميتها خاصة بعد الخصخصة، والتنافس الاقتصادي، ووجود الكليات المتخصصة في علم العلاقات الخاصة، ولكن هذا لا ينفي انها في الكثير من المنظمات لا تزيد على انها قسم للإعلانات، أو في أحسن الأحوال القسم المسؤول عن الاحتفالات والاستقبال وخدمة الادارة ليس اكثر من ذلك، فمن واقع تجربتي الشخصية من خلال عملي في الصحافة يقع قسم العلاقات العامة تحت سلطة المدير أو المدير العام في الكثير من المنظمات السودانية فقد شهد على ذلك المدير العام للهيئة القومية في كتاب (معالم الإصلاح والارتقاء في الهيئة القومية للكهرباء) فقد ذكر في خاتمة كتابه( وبالرغم عن إطلاعنا على كل ما تكتبه الصحف عن الهيئة قدحاً أو مدحاً كنا نطلب من العاملين معنا الذين كانوا يحزنهم الكثير مما يكتب أخلاص نية العمل لله وجميل الصبر وحسن التوكل والرد على الأقوال الجائرة بحسن الفعال الجارية وألا يلتفتوا حتى لما هو شخصي منها، وكنا دائماً نقول لهم بلسان الحال والمقال اللهم اغفر لقومنا فإنهم لا يعلمون حقيقة ما نكابده في سبيل أن يصل التيار لمحركات بعض تلك المطابع التي تنفث حبرها سموماً نتأذى منها ولكنا رأينا أخيراً أن نكتب عن هذه الفترة خاصة وأنها كانت مليئة بالمعلومات والمعارف والأحداث التي تستوجب التوثيق لنا ولأجيالنا القادمة.)([2])


موقع العلاقات العامة في السودان


هل توجد علاقات عامة في السودان؟ وإذا وجدت – على محدوديتها – هل هي بنفس الدرجة في القطاع الخاص والعام؟


الملاحظ أن العلاقات العامة لا توجد في كثير من الشركات والهيئات سواء أكانت خاصة أم عامة. وذلك لعدم الإلمام بدورها. فالنظرة السائدة للعلاقات العامة أنها فقط تسوق للمنتج ولا يزيد دورها على عقد المؤتمرات والنشر عبر وسائل الإعلام وبخاصة الصحف.


وتفتقد العلاقات العامة إلى الخبراء والمختصين فاغلب العاملين بها هم لم يتخرجوا من كليات العلاقات العامة، أو نالوا تأهيلاً أو دراسات في أي مستوى من مستويات التخصص. بل هم في أحسن الأحوال خريجو كليات الإعلام


تهميش دور العلاقات العامة لا يقتصر على العاملين بها ولكن يشترك في ذلك المديرون للمنظمة والدولة التي لا تؤمن بدور العلاقات العامة ولا تعطيها مكانتها ودورها الحقيقي ويعود ذلك إلى بداية نشأة العلاقات العامة وقرار نميري رقم 73 لسنة 1973م الذي تم بموجبه إنشاء العلاقات العامة على مستوى مكتب. وهذا كان وراء تهميش دور العلاقات العامة - فيما بعد- داخل المنظمات وخاصة القطاع العام، وجعلها تفقد موقعها المؤثر، وتتأرجح تبعيتها من إدارة إلى أخرى.


إن رجل العلاقات العامة استشاري وخبير وليس مسوقاً للمنتج، وهو المتحدث الرسمي باسم المنشاة التي يعمل بها وهذه الصفة مفقودة تماماً في السودان. كما أن أقسام العلاقات العامة عليها الاضطلاع بعمل الدراسات وإعداد الخطط قبل تنفيذ البرامج ليتم قياس التجربة ومدى نجاحها ومعرفة نسبة تحقيق الأهداف في الفترة المعينة وهذا يرتبط بالجمهور كما يهم المنظمة.


ان مفهوم العلاقات العامة في السودان ما يزال يقف في محطة تحسين صورة المدير او إصدار صحيفة تحمل على غلافها صورته، وبعد ذلك هي قسم خدمي لاستخراج الجوازات وحجز السفريات وتنظيم الاحتفالات ومتابعة ترخيص السيارات.


وكل ذلك يرجع إلى عدم وجود تخصص دقيق في علم العلاقات العامة، وأدى إلى اضعاف دورها حتى ان عميد كلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض قال إن العلاقات العامة تحتاج إلى شركة علاقات عامة تقوم بالدور الحقيقي كما تقوم به في العالم المتقدم.


إن العلاقات العامة في القطاع الخاص وفي ظل العولمة يجب ان تلعب دوراً مهماً ليس كمسوق ولكن كمرسخ لفكرة العلاقات العامة اولاً داخل المنظمة على مستوى الجمهور الداخلي وأقسام المنظمة ثم بعد ذلك على مستوى الجمهور الخارجي.


ونذكر بتعريف جمعية العلاقات العامة للعلاقات العامة بأنها وظيفة الإدارة المستمرة والمخططة والتي تسعى بها المؤسسات والمنظمات الخاصة والعامة لكسب تفاهم والتعاطف وتأيد الجماهير التي تهمها والحض على استمرار هذا التفاهم والتعاطف والتأييد وذلك من قياس اتجاه الرأي العام لضمان توافقه بقدر الإمكان مع سياستها وأنشطتها وتحقيق المزيد من التعاون الخلاق والأداء الفعال للمصالح المشتركة باستخدام الإعلام الشامل المخطط. ونقول إننا نفتقر إلى التخطيط.






[1] - شادية محمد صالح، ادارة العلاقات العامة في السودان بين النظرية والتطبيق، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الخرطوم، كلية العلوم الإدارية، 1990م، ص11
[2] - مكاوي محمد عوض، معالم الإصلاح والارتقاء في الهيئة القومية للكهرباء، شركة مطابع السودان للعملة المحدودة، 2009م، ص171




معاينة صفحة البيانات الشخصي للعضو http://sabir.akbarmontada.com

الأربعاء، 6 يونيو 2012